top of page

7- في المقامة المجرية

لان الجواهري لا يحمل غير "منقار واجنحة" بحسب احد تعابيره، ولأسباب اخرى "خاصة" يطول الحديث عنها، تستعر حمى السفر لديه عام 1990 فيقرر الاقامة في العاصمة المجرية، بوادبست، موقعا اوربياً بديلاً عن براغ، يتردد اليها من دمشق.

وبرغم علم اليقين بأن تلك "النوبة" الجواهرية لن تطول، وانه لن يستبدل براغ التي "أطالت الشوط من عمره" فما كان في اليد من حيلة امام القرار الجديد. وهكذا تردد الشاعر الشاعر على بودابست، لثلاث مرات احداهن طويلة نسبياً، قضاها باهتمام الباحث، وصاحب دار"صحارى" للنشر عبد الحميــد برتو، وعنايته، مع عصبة محبة، والأولان فيهـا: الشاعر نبيل ياسين، والسينمائي أنتشال هادي كاظم التميمي ...

... ثم أنتهت "النوبة" فعلاً وليعود الجواهري يتناصف دمشق الشام، وكذلك براغ، التي يبدو انه ما نسيّ، و لم ينسَ وعده لها: عهد المرؤة ان أعود وان أعاد وان أُعيدا!.

وبرغم انه وصف بودابست بالجميلة، والمشرقة، في مجالسه، واحاديثه، ألا ان الجواهري لم يكتب عنها ولا بيتا واحداً، خلافا للعديد من عواصم ومدن العالم التي زارها او اقام فيها مثل وارشو وفارنا وأثينا وطاشقند وطهران وعدن وأبي ظبي... دعوا عنكم براغ المدينة العشيقة، والعاشقة، الى جانب العواصم والمدن العربية، التي كتب عنها وفيها وأرخ لها، وأرخت له.

ولعل ابرز حدث للجواهري في بودابست، انه وافق هناك على المشروع الذي عرضه الفنان العراقي المعروف، المقيم في لندن، ضياء العزاوي، وقد نفّذ لاحقا، ونعني بذلك أصدار ألبوم أنيق، محدود التوزيع، وبحجم كبير، وورق فخم، واخراج متميز، واستقبل باهتمام كبير، شمل لوحات فنية أُستوحيت من بعض قصائد الديوان العامر...


bottom of page