top of page

٣٥- في السنوية العشرين


د. موفق فتوحي

 

... عايشت الجواهري في براغ لخمسة اعوام في الستينات الماضية، وقد كنا معشر الشباب – آنذاك - محظوظين في ذلك العقد، ونحن مع تلك الشخية العبرقرية، خاصة وانه كان يجالسنا،وكأنه واحدا منابالرغم من فارق العمر، بينه وبيننا، في مقاهٍ عديدة اتذكر منها "سلوفنسكي دوم" و" أُبتسوني دوم" وصالون فندق "باريس"...


لقد كان الجوهري الكبير يتحفنا بارائه، واشعاره، ومن بين ما أتذكر، تلك الجلسة التاريخية التي لا يمكن ان تنسى، مع الدكتورة روز خدوري، وبدعوة كريمة من الرحل الفقيد الكتور رحيم عجينة، وزوجته الاستاذة العزيزة بشرى برتو. وقد ضمت الجلسة ايضا الفقيدين الراحل ثابت حبيب، ومحمود صبري... وقد سجل الدكتور عجينة تلك الجلسة التي انطلق فيها الجواهري بالشعر الوطني والغزلي وغيره. وكم هي ضرورة بان يجرى السعي للحصول على ذلك التسجيل الذي يوثق بعضا من محطات واسفار الشاعر الخالد.


كان الجواهري اضافة لكونه شاعرا فذاً، وطنيا كبيرا، مساندا لقوى الخير والتقدم والتنوير. لقد خلد بقصائده العراق الحبيب، ولعل عصماءه " يا دجلة الخير" تكفي لتؤشر بعض وطنياته، مثلما تؤشر بعض قوميته الانسانية بقصيدته "الرثائية" لزعيم القومية العربية في حينها، جمال عبد الناصر، ومطلعها: أكبرت يومكَ ان يكون رثاءَ، الخالدون عرفتهم احياءَ. اما امميته فلربما نؤشر لبعض منها في استذكار قصيدته عن ستالينغراد، اثناء الحرب العالمية الثانية.


ذلك هو الجواهري الانسان: الوطني والقومي والانسني في ان واحد، ومن هنا رسخ في اذهان الجميع، وليبقى اسمه خالدا على مدى العصور.

bottom of page