top of page

٥- أبـا الشعــــــراء

بلقيس حسنابراهيم الخياط

 

بهامِ الكون يعلو الشعر بدرا ويسمو في ليالي اللحنِ فجرا

فما قُطِعت رؤاه بأي شكٍ وقد سيقت لهُ الآمال تترى

نأى عنّا فما طلعت قوافٍ وغابَ صهيلنا في الناسِ دهرا

وكنّا موطنَ القول الموشّى بتبرِ الأرضِ طرّزناهُ سحرا

ولكنّ الكواكب والليالي تميلُ اليوم في وطني فنعرى

سدومٌ أومأت وإله حربٍ يُطيح بحقّنا فنخيبُ عذرا

لنا وطنٌ يسوس الناسَ فيه شواذٌ، حكمهم ظلماً وعهرا

فلا صُبح الصغار بهِ أمانٌ ولا حلمُ الشباب بهِ استقرا

تزاحمت الطغاةُ على بلادي فهذا خائنٌ بلباس كسرى

وهذا سارقٌ في وضحِ شمسٍ يشرعنُ ذنبهُ والناس حيرى

لعمري مذ تناهبت الأيادي مدائننا وعاثَ الرعبُ شرّا

تحجّرت العقول بثوب دينٍ يُرش به قبيح الفعلِ عطرا

وأوغلنا بقتلِ الله حتى تفجّرت الدما في الأرضِ بحرا

جلبنا النار من سفَرٍ مدمّى وأوقدنا سلاح الموت ثأرا

أفيضُ العشقَ في روح التمنّي ويغري اليأس ساعاتي فأُغرى

لأن الموتَ قد تركتْ يداهُ على أعمارنا وجعاً وقهرا

أجيبي يا خرائبُ يا قبورٌ أبعدَ الخزي نشمخُ هل سنبرا؟

ويا لون الحياة بماء أرضي فراتٌ يسبقُ الأنهار، صبرا

ويا شعباً ترنّم بالضحايا ترجّى دجلةً نخلاً وخيرا

أبا الشعراء مذ عشرين حولاً وذكركَ في النفوسِ نما وقرّا

ونشكو من ضياع في المنافي ونحسو الدمع والآهات حرّى

تكالبت الرداءة في زمانٍ يكسّرُ فيه عظم الشعر كسرا

وضاعَ دليلنا بين التردّي وطعنات غدت سراً

وجهرا فضيمُ العُرْب هذا اليوم يُبكي ويرنو جلّهم للفنِ شزرا

ملأنا صفحة الأيام حزناً وماعدنا نهم ّ الكون طرّا

فلا بذرا ً غرسناه حصدنا ولا جمراً نفخناه فأورى

أبا الشعراء هانت في بلادي مطامحنا وصارَ العيش مرّا

وقوفاً للخلودِ رحلتَ لكنْ حفظنا منك في الأشعار فكرا

أيا ملك القصيد نأت بلادي بعيدا ًعن قوافينا. فعذرا...

* شاعرة عراقية

bottom of page