top of page

ثالثا - وهو آبن تسعين، لا يعقل



أتصل بي الجواهري هاتفياً ظهر نهار في اواخر الثمانينات الماضية، ليؤجل، بل ويلغي موعدا مضروباً بيننا، مساءً – كما هي العادة شبه اليومية - وكان مرتبكاً، ولكنه ارتباك فرح. ولم يبح هو بالاسباب، ولم اكن فضولياً نحوها...

وعلى اية حال، اتصل ثانية، بعد العصر، وكان صوته يحمل هذه المرة، نبرة حزن، واتفقنا على موعد جديد، عنده في البيت، وأذ بي اجدني انه كان متهيئاً لقاء معجبة "شرق – اوسطية" تدرس في براغ، وعدت ان تزوره ظهراً، ثم عادت لتتصل به معتذرة، بحجة ان عائلتها منعتها من اتمام ذلكم اللقاء.. وعندها عرفت، سرّ ارتباكه، النهاري، المفرح اول الامر، ومن ثم نبرة الحزن في اتصاله الثاني !!. ولملاطفته رددت على مسمعهِ واحدا من ابيات قصيدته التي يناجي بها نفسه عام 1970: "لجاجكً في الحبِ لا يًجملُ، وانت ابن سبعين لو تعقلُ".. وكان الشاعر، الشاعر، في تاريخ هذه الواقعة على ابواب التسعين !!------------------------- رواء الجصاني

bottom of page