top of page

أزح عـــــن صـــــدرك الزبـــدا ...  ودعه يبث ما وجدا

(مقتطفات)

 

تحت هذا العنوان نشر الجواهري عصماء جديدة عام 1976، وفيها ينتقد "عصره المليء بالزيف والخداع، وهو يسمو متعالياً بكبرياء الشاعر ... وهي ضرب من الطموح الى تجاوز النفس والآخرين، في محاولة اختراق للمستحيل..." بحسب ما جاء في تقديم القصيدة ذاتها، والتي تعبر من بيتها الأول عن مبادىء وثوابت نافذة في صورها وأغراضها... ومن ابياتها:

أزح عن صدرك الزبدا ، ودعه يبث ما وَجدا ... ولا تكبت فمن حقب ذممتَ الصبر والجلدا أأنت تخاف من أحد ٍ ، أأنت مصانعٌ أحدا أتخشى الناس، أشجعهم يخافك مغضباً حردا ولا يعلوك خيرهم ، ولست بخيرهم ابدا ولكن كاشف نفساً ، تقيم بنفسها الأودا ...

تركت وراءك الدنيا ، وزخرفها وما وعدا ورحت وانت ذو سعة ، تجيع الآهل والولدا… أزح عن صدرك الزبدا ، وهلهل مشرقا غردا وخل "البومَ" ناعبة ، تقيء الحقد والحسدا مخنثة فان ولدت ، على "سقط" فلن تلدا…

ألا انبيك عن نكد ٍ ، تُهوّن عنده النكدا بمجتمع تثير به ، ذئاب الغابة الأسدا… خفافيش تبص دجىً ، وتشكو السحرة الرمدا ويعمي الضوء مقلتها ، فتضرب حوله رصدا…

وصلف ٍ مبرق ختلاً ، فان يرَ نُهزةَ رعدا يزورك جنح داجية ، يُزير الشوق والكمدا فان آدتك جانحة ، اعان عليك واطردا .. وآخر يشتم الجمهور ، لفَّ عليك واحتشدا... يعدُّ الشعر أعذبه، اذا لم يجتذب احدا..

أبا "الوثبات" ما تركتْ ، بجرد الخيل مطردا يضج الرافدان ، بها، ويحكي "النيلُ" عن "بردى" ويهتف مشرق الدنيا، بمغربها اذا قصدا: ترفع فوق هامهم، وطرْ عن ارضهم صعدا ودع فرسان "مطحنة" خواء تفرغ الصددا...

وغافين ابتنوا طنباً، ثووا في ظله عمدا رضوا بالعلم مرتفقاً ، وبالاداب متسدا… يرون الحق مهتضَماً، وقول الحق مضطهدا وام "الضاد" قد هتكتْ، وربُّ "الضاد" مضطهدا ولا يعنون - ما سلموا - بأية طعنة نفدا بهم عوزٌ إلى مددٍ ، وانت تريدهم مددا…


bottom of page